غزة يبدو أن العالم أجمع على سرقة أحلامكم وآمالكم ولقمة خبزكم..وطائرات الموت الإسرائيلي اتفقت على قتلكم أينما كنتم وحللتم. فإن كنتم تلهون بحبات الرمل على شاطئ بيت لاهيا أنتم مستهدفون..وإن تواجدتم في ساحات منازلكم في خانيونس أو في غرفة نومكم أو مدارسكم أو في أي بقعة فأنتم ملاحقون بأحدث الأسلحة والصواريخ الموجه التي تخطئ أهدافها دائما بشكل تكتيكي لتصيبكم.
ورغم ذلك، لا تدعوا صواريخ الحقد تسرق ابتسامتكم. فهل تسمحون لهم بتبديد أحلامكم؟. اصرخوا..اصرخوا بأعلى صوتكم، لعلكم تحركون عالم الصمت المقيت، أنتم ملائكة أرض الآلهة فلا تدعوهم يقصوا أجنحتكم. اصرخوا بملئ حناجركم، لكي يعرف العالم أن بيرتس وأولمرت هم الإرهابيون، وأي إرهاب أقسى من قتل الأطفال الأبرياء؟.
فيبدو يا صغار أن إسرائيل تستهدف المستقبل الفلسطيني، فنسبة الأطفال في المجتمع الفلسطيني تبلغ 53%، والتقارير تشير أن نسبة الإعاقات 15% من عدد الجرحى الأطفال الذين يصل عددهم لأكثر من سبعة الآلاف. وكما أن المشاهد تحاكي العيون، دم الأطفال يختلط برصيف الممر وتتناثر عظامهم على الطرقات، يا أطفال غزة اصرخوا، وسنصرخ معكم حتى نتعب: "أين الضمير الإنساني؟. أين العالم عن أنين أطفالنا؟. أين العالم عن حرقة قلوب الأمهات؟.
منظر الجريمة البشعة التي هزت أركان الكبار قبل الصغار، حين شاهدوا الطفلة (هدى غالية) على شاطئ غزة تصرخ وتعتصر رمل البحر في كفيها الصغيرين، وكل يوم جريمة جديدة ترتكب بحق الطفولة لتعزق صورها محطات الفضائيات العالمية..ولا حياة فمن تنادي، الكل يطالب الفلسطينيين بالسعي للسلام، ولسنا ضده..بل مشكلتنا الآن باتت مع أطفالنا، كيف نقنع طفلاً رأى دم أخيه مختلط بالرمال أن السلام قادم. كيف نقنعه بعبارات الاستنكار والإدانة؟.
كيف نقنع 30% من أطفال غزة بدأت تظهر عليهم أمراض نفسية جراء القصف والقتل أن إسرائيل شريكاً بالسلام، كيف نقنع مئات من الأطفال باتفاقية حقوق الطفل ومناهضة التعذيب التي وقع عليها عام 1991م وكيف نقنعه باتفاقية جنيف؟. كيف نفعل ذلك والوحش الإسرائيلي يتربص به على المفترق. يا أطفال غزة..اصمدوا... لا أملك سوى وردة وبسمة أهديها إليكم، وكان الله في عوننا وعونكم.